لأن النصف الثاني من القرن العشرين شهد نهضة كبيرةً في مجال فلسفة الدين في المحيط الأنجلو أمريكي، وكان من أسباب تلك النهضة ظهورُ فلاسفة بارزين في العالم الغربي، أعادوا نقاش المسائل الاعتقادية الدينية التقليدية إلى الحظيرة الفلسفية بعد أن كانت مستبعدة تحت تأثير الفلسفات المناهضة للدِّين كالوضعية المنطقية.
ومما أسهم في ذلك أيضًا ظهورُ بعض النظريات والاكتشافات العلمية ذات المضامين الفلسفية الداعمة للاعتقاد التأليهي، كنظرية الانفجار العظيم الداعمة للقول بحدوث العالم، واكتشاف الـ«DNA» الدالّ على وجود مصمم ذكي.
وفي ظل هذه النهضة نُفِضَ الغبار عن الحجج التأليهية، وتم تناولها تطويرًا ونقدًا، وظهرت أشكال جديدة من الحجج على وجود الله، كما أجبر التعرف المتزايد على الأديان غير التأليهية جديدة كانت غائبة عنه.
وقد أُلْحِقَتْ بهذه المقدمة ترجمةٌ لورقة كتبها الفيلسوف الأمريكي التحليلي «ألفن بلانتنجا»، وهي بعنوان «هل الاعتقاد بالله اعتقاد أساسي؟». وقد وَضَع فيها خلاصة أطروحته بخصوص الموقف الإبستمولوجي من الاعتراض الدليلي على وجود الله.