لأن اللغة العربية هي المعبَر الرئيسي والأساسي لخطاب الوحي المتوجه للمكلفين. ولأن جودة التلقي من خلالها تفهمًا ووعيًا للدلالات والمرادات؛ هي الخطوة الأولى لتجويد التطبيقات العملية لخطاب الشرع الحنيف.
ولأن اللغة العربية تأسست في بيئة العرب على نحو من السليقة والدربة، وتأصلت قواعدها من خلال استقراء لسان العرب التاريخي، وكذا خطاب الوحي الشرعي والاصطلاحي. ولأن الواقع المعاش بإشكالاته وانتكاساته أنتج فجوة وعجمة ذاتية للعرب مع لغتهم، وباتت حالة التبعية الحضارية للغرب نازعة لأخص خصوصيات الأمة وأكثر حصونها تحصينًا؛ وهي اللغة العربية.
يطرح مركز نماء، من خلال سلسلة «تكوين»، هذه الدراسة التي سعى من خلاها المؤلف لتأطير مساق عملي لاستعادة دور اللغة العربية في مجتمعاتنا وسيرورتنا الحضارية، ورصد في ثنايا البحث مواطن العطب التي أصابت محاضن تلقين وتعليم اللغة العربية، كما رسم مسارًا عمليًّا علميًّا لتنمية الملكات اللغوية الفردية، من خلال مستويات وفروع العلوم اللغوية النحوية والصرفية والبلاغية والأدبية، مع بيان أوجه التطبيق والتدريب.
تأتي هذه الدراسة التكوينية ضمن مشروعات المركز الساعية لوضع عدة أطروحات تكوينية تغطي رسالته وأهدافه المتوجهة للباحثين والمتخصصين والمثقفين، والهادفة لتنمية الملكات والمهارات الشرعية والفكرية.