لمـا للكتـاب مـن أهميـة مركزيـة فـي الـدرس الاستشراقي، لسيره غـور المذاهب الفقهيـة فـي طـور النشأة والتشكل، ومـا تتضمنـه تلـك الحقبـة مـن غمـوض يستوجب البيان وإشكالات تنتظـر الحـل، وسـؤالات تحتـاج الإجابـة. فيهـدف الكتـاب إلـى الوقوف على النقطة التاريخية التي تشكلت فيهـا مذاهب الفقه عنـد أهـل السـنة، متتبعـا مسـارها التاريخـي بـدءا مـن نشـأتها مـرورا بتخلقهـا وتقلبهـا فـي الأطـوار حتى وصلت إلى أشكالها الكلاسيكية التـي اسـتمرت حتـى أيامنـا هـذه التـي نعيشـها. 8 كذلـك يتطـرق إلـى بعـض الجوانب العقديـة عنـد الحنفيـة والشـافعية علـى سبيل المثـال؛ فيتحـدث عـن المرجئـة والجهميـة والمعتزلـة، ويتطـرق إلـى مشـكلات كخلـق القـرآن، وكذلـك خـلـق الإيمـان، ومـا أحـدثـت مـن خـلاف حـاد بـيـن بعـض أهـل الـرأي وبعـض الفـرق العقديـة مـن جهـة، وأهـل الحديـث مـن أخـرى. والحـدود الزمنيـة لرحلـة الكتـاب تبـدأ مـن القـرن الثانـي الهجـري (أو أواخـره) مـرورا بالثالـث وحتـى استقرار المذاهـب علـى شـكلها الحالـي وغلـق بـاب الاجتهـاد فـي القـرن الرابـع الهجـري (التاسـع والعاشـر الميلادييـن). وقـد بنـي الكتـاب علـى أطروحـة دكتـوراه أعدهـا المؤلـف عـام ١٩٩٢ وقدمهـا لجامعـة بنسيلفانيا، ثـم أعيد نشـره مـن بعد.