لأنه قد وقع الخلط والتخبّط عند أصحاب التوسع في التكفير بدعوى الوقوع في (شرك العبادة)، فكفّروا المسلمين بتوهمهم أنهم صرفوا عبادةً لغير الله، ونسبوا إليهم نقض الشهادتين، وأنهم قد أفسدوا توحيدَهم للألوهية الذي هو دلالة شهادة الحق «أشهد أن لا إله إلا الله» بصرف أولئك المسلمين العبادة لغير الله. لقد جرّ هذا التوسُّعُ في التكفير والغلو فيه من الويلات على المسلمين ما نشاهده في العصر الحاضر على يد الجماعات المتطرفة الإرهابية التي استباحت الدماء والأعراض والأموال، وخرّبت الدول، وفرقت كلمة المسلمين، وشتّتت جماعتهم، وجعلتهم متعادِين متباغِضين، فأفشلت دُوَلَهم، وأذهبت ريحَ قُوّتهم، وجعلتهم نهبًا للأعداء الخارجيين، وسَلَبًا للطامعين في أوطانهم وثرواتهم وجميع مقدَّراتهم، وغنيمةً باردةً لكل حاقد.لذلك كان لا بد من الرد على غلاة التكفير في هذا الباب، ومن القيام بهذا الوجب الديني والمصلحي للبلاد والعباد.