اسم
الكتاب: إيران السنية
العنوان
الفرعي: الحياة الدينية في
إيران قبل الصفويين (٧٣٦-٩٠٦هـ/ ١٣٣٥-١٥٠٠م)
المؤلف:
ممدوح رمضان أحمد يوسف
/ كاتب من: مصر
سلسلة:
دراسات تاريخية
عدد
الصفحات: ٤٢٢ صفحة
على الرغم من التنوع في الحياة الدينية في إيران بعد
الإسلام؛ فإن المذهب السني ظل مهيمنا على مشهد الحياة الدينية فيها منذ أن تمايزت
الفرق الإسلامية، وتحددت الأطر العقائدية والفقهية لكل مذهب من المذاهب، وحتى تحول
إيران إلى المذهب الشيعي الاثني عشري بعد قيام الدولة الصفوية في البلاد، وإقرارها
المذهب الشيعي مذهبا وحيدًا للإيرانيين، وإجبار الناس على اعتناقه بحد السيف.
تأتي هذه الأطروحة الأكاديمية، عن مركز نماء، لترصد حقبة
تاريخية مرتبكة في عمليات تأريخها تحت ضغوط التطييف وغلبة المزاج العقدي، وتزيد من
صعوبة تأريخها الحيادي؛ قلة المادة الحضارية المتعلقة بالمذاهب والفرق في المصادر
التاريخية للفترة التي تناولتها الدراسة، بالإضافة إلى المغالطات التاريخية التي
ساقها الباحثون الإيرانيون في كتبهم وأبحاثهم عن الحياة المذهبية في إيران في تلك
الفترة التاريخية، فبالغوا في توصيف الوضع الذي كان عليه المذهب الشيعي، وفي الوقت
نفسه وصفوا المذهب السني بما ليس فيه، وقد تطلب ذلك الرد على تلك الآراء بما صح من
الروايات التاريخية في المصادر، ردا علميا بعيدا عن الدائرة المذهبية الضيقة.
سعى المؤلف في هذه الدراسة لتقديم وصف واضح وشامل للصورة
التي كانت عليها الحياة الدينية في إيران منذ الفترة التي أعقبت سقوط الدولة
الإيلخانية وحتى قيام الدولة الصفوية، إذ أن دارس الحياة الدينية في الإسلام لا
ينبغي أن يستغرقه تقييم عادات المسلمين في التدين والحكم عليها في ضوء البنية
النصية للإسلام المتمثلة في نصوص القرآن الكريم ونصوص الحديث، وترجمة هذه وتلك في
أفعال السلف وممارساتهم، فذلك مما يُعنى به دارسُ الفقه أو الشريعة أو علم الكلام،
ولا يُعيره دارسُ التاريخ من عنايته إلا مقدار ما يخدم غايته. وبعبارة أخرى: يجب
أن نُعنى برصد طرائق المسلمين في ممارسة الدين بغض النظر عن مدى اتفاق تلك الطرائق
مع الإسلام النصي أو مباينتها لأصوله.