لماذا هذا الكتاب
يحاول هذا الكتاب تسليط الضوء على إحدى صور النقد الفقهي وأهمها، وهو الذي سعى لإصلاح العمل الفقهي، وتخليصه مما لحق به من إشكالات وضعف بتقادم الزمان والتباعد عن زمن الوحي، وزمن الممارسة الفقهية الكاملة في عهد الصحابة.
وهذا العمل النقدي كان متصلًا متشاركًا في مقولاته، متنوعًا في موضوعاته، مستمرًا إلى عهد متأخر، بحيث كَوَّن في مَجْموعِه «حركة نقدية» يمكن تمييزها بوضوح في التاريخ الفقهي، وإن لم يكن أعلام هذه الحركة غالبًا على قصد ووعي باتصال أعمالهم وتكاملها وتنوعها.
وقد اشتمل هذا الرصد والتأريخ على ذكرٍ مختصرٍ لأنواع النقد الفقهي، وصورة النقد المقصودة والمرصودة في البحث، ثم تعريف مختصر بأهم أعلام هذا النقد ومحطاته.
ثم الجزء الأكبر والأكثر تفصيلًا يتعلق بمحتوى وموضوعات ومقولات هذا النقد، وهي: (التعصب المذهبي – ضعف النقد الحديثي – الحيل الفقهية – إهمال استعمال المقاصد – إقرار البدع – صورة التصنيف الفقهي... الفقه التقديري، ولغة الفقه – إهمال الفقه الباطن – الفتوى بالتشهي).