الضروري في فقه العلوم (2) مدخل إلى فقه العلوم الإسلامية

لماذا هذا الكتاب

لأن مصطلحات «الإبستمولوجيا» و«فلسفة العلوم» و«تاريخ العلوم» أصبحت من أكثر المصطلحات جاذبية في دراسة تاريخ الأفكار عمومًا وتاريخ العلوم خصوصًا والتراث المعرفي الإسلامي على وجه أخص.

لذلك فإننا نرى أن الهدف الأسمى لهذه القضايا هو تزويد الطلبة بـ«الضروري في فقه العلوم الإسلامية»، بعد الجزء الذي خصِّص للضروري في فقه العلوم عامة. وذلك برؤية نقدية لا نقلية، تُعَرِّف بهذا النحو من النظر، من جهة تصحيح النظر الإبستمولوجي كما يمارس على العلوم الإسلامية، ومن جهة معالجة إبستمولوجية سليمة لأهم القضايا المتصلة بالعقل العلمي الإسلامي وأصناف العلوم التي أنتجها، والتقاليد العلمية التي رسَّخها في المجتمع عمومًا، وبين جماعاته العلمية خصوصًا، وما يميز المعرفة العلمية في المجتمع العلمي الإسلامي من خصائص، على مستوى موضوعاتها ومنهجياتها وطبيعة اليقين العلمي في نظرياتها، فضلًا عن نماذج من الدرس الإبستمولوجي لبعض مفاهيمها، ولاجتماعيات المعرفة العلمية فيها.

إننا بهذه التجربة نطمح أن ننقذ فقه العلوم المعاصر من فقرها المفهومي والموضوعي والمنهجي والنظري، ونجدد أيضًا طريقة النظر إلى العلوم الإسلامية، طمعًا في تجديد العقل الذي أنتجها.